قصص قصيرة عن حسن الظن و الاتكال على الله
قصة عن حسن الظن معبرة | قصة قصيرة
القصة الاولي | قصة
كان فيما مضى شاب ثري للغاية. وكان والده يعمل بتجارة الجواهر والياقوت. وكان الشاب يؤثر اصدقاءه ايما ايثار
وهم بدورهم يجلونه ويحترمونه بشكل لا مثيل له….. ودارت الايام دورتها ويموت الوالد وتفتقر العائلة افتقارا شديدا
اه اه
فقلب الشاب في ذكرياته ليبحث عن اصدقاء الماضي. فعلم ان اعز صديق كان يكرمه واكثرهم مودة وقربا منه. قد اثرى ثراء لا يوصف
واصبح من اصحاب القصور والاملاك والاموال. فتوجه اليه عسى ان يجد عنده عملا او سبيلا لاصلاح حاله… فلما وصل باب القصر استقبله الخدم والحشم
فذكر لهم صلته بصاحب الدار وما كان بينهما من مودة قديمة. فذهب الخدم فاخبروا صديقه بذلك. فنظر اليه ذلك الرجل من خلف ستار
ليرى شخصا رث الثياب عليه اثار الفقر. فلم يرضى بلقائه. واخبر الخدم بان يخبروه. ان صاحب الدار لا يمكنه استقبال احد
فخرج الرجل والدهشة تغلب عليه. وهو يتألم على الصداقة كيف ماتت. وعلى القيم كيف تذهب بصاحبها بعيدا عن الوفاء…
وقريبا من دياره صادف ثلاثة من الرجال. عليهم اثر الحيرة. وكانهم يبحثون عن شيء. فقال لهم
ما امر القوم? قالوا له نبحث عن رجل يدعى فلانا ابن فلان. وذكروا اسم والده. فقال لهم انه ابي وقد مات منذ زمن
فقالوا: ان اباك كان يتاجر بالجواهر. وله عندنا قطع نفيسة من المرجان. كان قد تركها عندنا امانة. فاخرجوا كيسا كبيرا قد ملئ مرجانا فدفعوه اليه
ورحلوا عنه والدهشة تعلوه. وهو لا يصدق ما يرى ويسمع. لكنه تساءل
اين اليوم من يشتري المرجان? فان بيعه يحتاج الى اثرياء. والناس في بلدته ليس فيهم من يملك ثمن قطعة واحدة. مضى في طريقه وبعد برهة من الوقت
صادف امرأة كبيرة في السن عليها اثار النعمة والخير. فقالت له يا بني اين اجد جواهر للبيع في بلدتكم
فتسمر الرجل في مكانه ليسألها عن اي نوع من الجواهر تبحثين? فقالت اي احجار كريمة رائعة الشكل
قصتان قصيرتان عن حسن الظن و الاتكال على الله
ومهما كان ثمنها. فسألها ان كان يعجبها المرجان فقالت له نعم المطلب. فاخرج بضع قطع من الكيس فاندهشت المرأة لما رأت
فابتاعت منه قطعا ووعدته بان تعود لتشتري منه المزيد. وهكذا عادت الحال الى يسر بعد عسر. وعادت تجارته تنشط بشكل كبير
فتذكر بعد حين من الزمن ذلك الصديق الذي ما ادى حق الصداقة. فبعث له ببيتين من الشعر بيد صديق جاء فيهما
….صحبت قوما لئاما لا وفاء لهم. يدعون بين الورى بالمكر والحيلي. كانوا يجلونني منذ كنت رب غنى. وحين افلست
اعدوني من الجهل…. فلما قرأ ذلك الصديق هذه الابيات كتب على ورقة ثلاثة ابيات. وبعث بها اليه
جاء فيها. اما الثلاثة قد وافوك من قبلي. ولم تكن سببا الا من الحيل. اما من ابتاعت المرجان والدتي
وانت انت اخي. بل ملتها املي. وما طردناك من بخل ومن قلل. لكن عليك خشينا وقفة الخجل.
فليس اريح لقلب العبد في هذه الحياة. ولا اسعد لنفسه من حسن الظن. فبه يسلم من اذى الخواطر المقلقة. التي تؤذي النفس
وتكدر البال وتتعب الجسد. {يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن. ان بعض الظن اثم}
قصة الاتكال على الله حاتم الأصام وابنته | قصص عربية مكتوبة
القصة الثانية | قصتان قصيرتان عن حسن الظن و الاتكال على الله
حكي ان حاتما الاصم كان رجلا كثير العيال. وكان له اولاد ذكور واناث. ولم يكن يملك حبة واحدة في بيته. فجلس ذات ليلة مع اصحابه يتحدث معهم
فتعرضوا لذكر الحج. فدخل الشوق قلبه. ثم دخل على اولاده فجلس معهم يحدث. ثم قال لهم لو
لو اذنتم لابيكم ان يذهب الى بيت ربه في هذا العام حاجا. ويدعو لكم ماذا عليكم لو فعلتم
فقالت زوجته واولاده انت علي هذه الحالة لا تملك شيئا. ونحن على ما ترى من الفاقة والفقر فكيف تريد ذلك و نحن بهذه الحالة
…وكان له ابنة صغيرة فقالت ماذا عليكم لو اذنتم له؟ ولا يهمكم ذلك … دعوه يذهب حيث شاء. فانه مناول الرزق
وليس برازق. فذكرتهم بالتوكل على الله. فقالوا صدقت والله هذه الصغيرة يا ابانا
انطلق حيث احببت. فقام من وقته وساعته واحرم بالحج. وخرج مسافرا وتأسف على فراقه اصحابه وجيرانه
فجعل اولاده تلك الصورة ويقولون لو سكتي ما تكلمنا ….
الهي وسيدي ومولاي. اعودت القوم بفضلك وانك لا تضيعهم. فلا تخيبهم
ولا تخجلني معهم. فبينما هم على هذه الحالة الحالة اذ خرج امير البلدة في رحلة صيد فانقطع عن عسكره واصحابه
فحصل له عطش شديد. فمر ببيت الرجل الصالح حاتما الاصم. فاستسقى منه ماء. وقرع الباب. فقالوا
من انت؟ فقال الامير ببابكم يستسقيكم. فرفعت زوجة حاتم رأسها الى السماء
الهي وسيدي سبحانك …. البارحة بتنا جياعا. واليوم يستسقينا من بابنا
ثم انها اخذت كوزا وملأته ماء. وقالت للمتناول منها اعذرونا. فاخذ الامير الكوز وشرب منه فاستطاب الشرب من ذلك الماء
فقال لرجاله هذه الدار لامير؟ فقالوا لا والله بل لعبد من عباد الله الصالحين عرف بحاتم الاصم
قصتان قصيرتان عن حسن الظن و الاتكال على الله
فقال الامير لقد سمعت به. فقال الوزير يا سيدي لقد سمعت انه البارحة احرم بالحج وسافر
ولم يخلف لعياله شيئا. واخبرت انهم البارحة باتوا جياعا. فقال الامير
ونحن ايضا قد اثقلنا عليهم اليوم. وليس من قراءة ان يثقل مثلنا على مثلهم. ثم حل الامير كيس نقوده من وسطه ورمى به في الدار
ثم قال لاصحابه من احبني فليلقي كيسه. فحل جميع اصحابه اكياسهم ورموا بها اليهم
ثم انصرفوا. فقال الوزير السلام عليكم اهل البيت. لاتينكم الساعة بهدية. فلما نزل الامير رجع اليهم الوزير. ودفا
ودفع اليهم بهدايا ومال جزيل. فلما رأت الصبية صغيرة ذلك بكت بكاء شديدا. فقالوا لها
ما هذا البكاء؟ انما يجب ان تفرحي. فان الله وسع علينا. فقالت يا ام
والله انما بكائي كيف بتنا البارحة جياعا. فنظر الينا مخلوق نظرة واحدة فاغنانا بعدنا. فالكريم الخالق اذا نظر الينا
قصتان قصيرتان عن حسن الظن و الاتكال على الله
لا يكلنا الى احد طرفة عين. اللهم انظر الى ابينا ودبر له باحسن تدبير
هذا ما كان من امرهم. واما ما كان من امر حاتم ابيهم فانه لما خرج محرما ولحق بالقوم توجع امير الركب
فطلبوا له طبيبا فلم يجدوا. فقال هل من عبد صالح؟ فدلوه على حاتم. فلما دخل عليه وكلمه
دعا له فوفي الامير من وقته. فامر له بما يركب وما يأكل وما يشرب. فنام تلك الليلة مفكرا في امر عياله. فقيل له في منامه
معاملته معناها معاملته معنا حاتم من اصلح معاملته. ثم اخبر بما كان من امر عياله فأكثر الثناء علي الله تعالي … فلما قضي حجه و رجع تلقاه اولاده فعانق الصبية الصغيرة و بكى.
ثم ينظر إلى ينظر الي اعرفكم به ينظر الي اكبرهم و ينظر الي ينظر اليه من علهم بمعرفته و الاتكال عليه، فأنه من توكل علي الله فهو حسبه. (ومن يتوكل علي الله فهو حسبه).