الحلقة الرابعة | روايه ممتعه
بعد انتهائي من مكالمتي مع نهى التي دعتني فيها الي حفل خطبتها على مصطفى عاد الغضب يسكن ملامح وليد مرة أخرى
وليد بعصبية : ايه سلملي علي مصطفي دي يا نغم
محاولة إحتواء غضبه : كلمة مش مقصود بيها حاجه يا وليد مجرد مجاملة هما عزمنا بكره علي الخطوبة .
وليد : ماشي يا نغم خدي بالك من كلامك بعد كدا من فضلك
مداعبة إياه حاضر يا وليد بس متكشرش بقي كدا
وانتهي الحديث بينا بوصولي الي منزلي.
وفي اليوم التالي كان خطوبة مصطفي ونهي .
كانت هذه هي المرة الأولي التي أظهر انا ووليد معا بعد خطوبتنا
كان الحفل به جميع اصدقائنا في نفس الدفعة ولكني كنت أحاول التجنب التحدث مع أي شخص حرصا علي رغبة وليد .
وبعد إنتهاء الحفل وفي طريقي للمنزل جاء سؤال وليد
وليد : كلمتي مدير التحرير علشان تبلغي رفضك للتعيين
متنهدة جاء ردي : بكرة هكلمه يا وليد حاضر أنا الصراحة مش مبسوطه اني هعمل كدا بس أنا عاوزة أراضيك .
وليد : وانا بحبك يا نغم وهعملك كل حاجة علشان اسعدك أنتي حبيتي .
محتضا يدي بيده يكمل حديثه إنتي ملكي وبتاعتي لوحدي ومش عاوز أي حاجة تخدك مني
تاني يوم علي طول كلمت مدير التحرير وإعتذزت بحجة إني بوضب علشان الفرح .
يومها مدير التحرير قالي إنتي شاطره يا نغم حرام تدفني نفسك في البيت والجواز انتي موهبة نادرة عموما دا إختيارك والمجله مفتوحة ليكي أي وقت
كلامه وجعني وحسنني اني بخسر حاجة بحبها .
بس في نفس الوقت أنا حابة أرضي وليد وهو عنده حق خايف عليا وكمان هنكون مشغولين في توضيب الشقه بتاعنا.
تقريباً الفترة الي بعد كدا وليد مكنش بيسبني علي طول معايا علي التليفون بيحاوطني في كل مكان أروحه لو مجاش معايا يبفضل يتصل بيا كل شوية .
جاله بعد خطوبتنا بشهر ونص سفر أسبوع تبع شغله بره مصر ؛
الفترة دي كانت صعبة عليا أوي مع أنه كان معايا علي طول علي سكيب وإتصالات بس إحساسي أنه مش موجود قريب مني كان موترني ومخليني تايهة من غيره.
بعد ما رجع قالي أنه جايبلي مفاجأة والحقيقه كانت احلي مفاجاة .
جابلي فستان الفرح .
وليد : كنت عاوز أجبلك هدية ملقتش احلي من فستان الفرح الي تلبسي ليا في اليوم الي يجمعنا .
بفرحة طفلة صغيرة وليد دي احلي هدية ربنا يخليك ليا دا نفس الي اتخيلته بالضبط .
وليد : عارف ذوقك يا نغم جميل ورقيق زيك.
أحياناً الحب بيخلينا ننسي حاجات كتير ننسي حتي إحنا كنا مين أو ازاي قبل ما يكون الحب دا في حياتنا.
ورجعت تاني أشوف وليد كل يوم بحس بيه من غير ما يتكلم حتي لو تعب وهو بعيد عني بحس بيه .
مكنتش شايفة غيره في حياتي ولا كنت عاوزه أشوف.
لحد اليوم الي اتغيرت في كل حاجة ؛ كنا مع بعض جاله رسالة علي الفيس بوك اول لما فتحها طلب مني أنه يروحني بدون أسباب وفضل طول الطريق ساكت مش بينطق ولا كلمة.
الكلمة الوحيدة الي قالها بعد ما وصلت
نغم عاوزك تعرفي دايماً إني بحبك.
يومها وليد مكلمنيش ولا مرة غير مرة واحدة بس بليل لاقته بيتصل بيا وكان كلامنا
مش في طبيعته خرج حديثي وليد وحشتني اوي إيه الي حصل النهاردة قلقتني عليك .
وليد بصوت مخنوق : نغم أنتي أحلي وأنقي حاجة حصلت في حياتي .
معرفتش يعني اكون بني ادم أحب واخاف علي حد غير لما حبيتك .
بنبرة بكسوها القلق : وليد مالك
وليد : ولا حاجة كنت محتاج أقولك الكلام دا قبل ما أنام تصبحي علي خير .
قاطعته قبل اغلاق المكالمة: هشوفك بكره طيب .
وليد : أه إن شاء الله.
نبرة صوت وليد قلقتني عليه بس قولت لنفسي اكيد مضغوط من الشغل .
تاني يوم صحيت علي تليفونه
وليد : نغم صباح الخير
كانت نبرته تحمل علامات استفهام كثيرة بدقاتها القلقة. صباح النور نمت كويس .
وليد : لا يا نغم منمتش من إمبارح أنا تحت بيتك عاوز أتكلم معاكي .
وقد أحتل القلق دقات قلبي : مالك صوتك يا وليد صوتك قابضني .
وليد : انزلي يا نغم من فضلك
في اقل من خمس دقائق كنت أمام سيارته .
قبل ما أركب العربية إنتبهت أن عيون وليد مدمعة.
مالك يا وليد قلقتني في إيه
وليد : اركبي يا نغم محتاج أتكلم معاكي .
ركبت العربية وفضل ساكت دقائق زي ما يكون بيجمع في كلامه .
وليد : نغم أنا مش عاوز اكمل .
مش عاوز تكمل إيه يا وليد أنا مش فاهمة حاجة .
وليد : أنا مش عاوز أكمل معاكي يا نغم مش هقدر .
كنت ساعتها في حالة صدمة زي ما يكون شخص بيغرق جواه لوح تلج .
وقد إحتلت الصدمة كل دقة تخرج من روحى
وليد انت بتهزر صح اكيد بتهزر أصل إستحاله يكون الي بتقوله بجد .
وليد : أنا أسف أسف بجد .
بدأت في العياط جامد من غير ما يخرج مني ولا كلمة .
وليد وقد إكتست ملامحه بنظرة جامدة وكأنه شخص فقد من روحه كل ملامح الحياة :نغم أرجوكي انا علي أخري مش هستحمل انك تعيطي متوجعيش قلبي .
بانهيار خرجت كلماتي : وليد أنا عملت ايه أنا غلطت في ايه طيب دا أنا سبت كل حاجة علشانك شغلي وأصحابي وحياتي كل حاجة غيرت كل حاجه فيا علشان أرضيك ليه.. ليه يا وليد اديني سبب واحد طيب إزاي أنت لسه امبارح بتقولي إني أحلي حاجة في حياتك صحيت من النوم فجأه كدا قررت انك مش عاوزني ازاي يا وليد ازاي .
وليد : نغم كدا احسن لينا .
بصراخ خرجت كلماتي دون ترتيب : أحسن لمين يا وليد ليا ليا ازاي أنت خلقت شخصية تانية جوايا غير نغم الي كل كان يعرفها : شخصية ملهاش حاجة في حياتها غيرك روحها إرتبطت بيك فجأه كدا عاوز تنهي كل حاجه ومن غير سبب انت كدا عارف بتعمل إيه أنت بتقتلني يا وليد بتموني .
وليد : نغم بكره هتنسيني .
بسخرية تخرج من بين دموعي : أه أنساك صح أصلها زرار حبي يا نغم وأنسي يا نغم .
وليد أنت الي شدتني ليك من البداية مش انا أنت الي فضلت تلاحقني بنظراتك وكلامك لحد ما خلتني أحبك انت مش انا ؛ جاي النهاردة تقولي كدا من غير سبب طيب وفرحنا وشقتنا وفستان الفرح دا كله خلاص مش موجود .!!!
أنا اكيد في كابوس صح قولي إني في كابوس .
وليد : نغم كفاية ارجوكي.
بإنهيار تام : أه صح كفايه فعلا روحني يا وليد لو سمحت ولا أقولك أقف هنا ونزلني .
وليد : نغم مينفعش أقف وأنزلك تركبي تاكسي وأنتي في حالتك دي .
من وسط دموعي ؛ مينفعش وهو أيه الي ينفع يا وليد من النهارد ة .
وبدأت في الصراخ نزلني يا وليد .
وليد : نغم طيب ممكن تهدى مقاطعة إياه
ملكش دعوة بيا خالص أسمى نغم دا ميجيش على لسانك مش عاوزة اسمعه منك .
أقف هنا
وليد وقف العربية وقبل ما انزل قلعت الدبلة بتاعته ورمتها في وشه .
بانهيار وصريخ : دبلتك مش عاوزة أشوف وشك تاني امشي أمشي حاجتك كلها هبعتهالك أمشي .
وليد نزل من العربية ورايا نغم أرجوكي كفاية إهدي متوجعيش قلبي عليكي .
كفتاة وقفت وحيدة في سيل من مطر موجع كانت ملامحي دمعي يكسو كل ملامحي حتي خصلات شعري المنسدلة قد طالها بكائي فأصبحت كالغريق يائسا من محاولة نجاة خرجت كلماتي الأخيرة له
أمشي يا وليد مش عاوزة أشوفك تاني .
ووقفت تاكسي الي استغربته يومها أن وليد فضل واقف لحد ما ركبت تاكسي
سواق التاكسي : مالك يا بنتي بتعيطي ليه كدا
من وسط دموعي :ولا حاجة
سواق التاكسي : الشاب دا يعرفك دا ماشي ورانا بالعربية من ساعه ما ركبتي
– كان خطيبي لسه سايبني حالا
سواق التاكسي : هقولك علي حاجة يا بنتي واجري علي الله انا معرفش ايه الي حصل ما بنكم بس الي شايفة قلب راجل مكسور مش واحد بيستقوي علي واحدة اهدي كدا يمكن شيطان دخل بنكم .
بسخرية دمعية : خلاص يا حج كل حاجه خلصت هو كان بيتسلي .
سواق التاكسي : ربنا يطيب قلبك يا بنتي
وليد فضل ماشي ورايا لحد ما وصلت البيت ودي كانت أخر مرة أشوف وليد الفتره دي.
طلعت البيت بعدها إترمت في حضن ماما وقعدت أعيط بأنهيار من غير ولا كلمة .
ماما : في ايه يا نغم مالك يا بنتي وليد زعلك في حاجة
بإنهيار : وليد سابني يا ماما سابني من غير اي حاجة
ماما : يا حبيتي يا بنتي طيب أهدي اكيد مشكله بسيطة بنكم
وتكسو ملامحي الذهول والبكاء : لا يا ماما مش مشكلة انا والله ما عملت حاجة
ماما خدتني في حضنها وفضلت اعيط اكتر من 3 ساعات متواصلة
بابا رجع من الشغل ولما عرف الي حصل قال لماما أنه هيكلم وليد يجي ياخد حاجته وهو الي مش عاوزه علشان الي يخلي بنتي تتوجع بالشكل دا ميستهلش تكون معاه مهما كان الخلاف ما بنا .
قعدت أعيط مش عاوزة اشوفه مش عاوزه تاني
بابا :انتي هتفضلي في أوضتك يا نغم ومش هتشوفي يا بنتي .
بابا اتصل بوليد وبلغه أنه جهزلوا حاجته كلها
وليد جيه بليل
بابا : بص يا إبني أنت لما جيت وطلبت مني تتجوز نغم انا واقفت عليك علشان حست أنك فعلا بتحبها وهتحافظ عليها وعمري ما شوفت بنتي فرحانة زي ما كانت معاك لما رفضت انها تستمر في شغلها وبعدتها عن الناس أنا مكنتش راضي عن دا بس ويوم ما اتكلمت مع نغم قالتلي أنها مكتفية بيك أنا برضه معترضش علشان كنت واثق فيك أنك هتشيلها في عنيك .
لكن لما توجع بنتي بالشكل دا أحب اقولك أنك خلتني اندم إني حطيت ايدي في ايديك من الأول خد يا بني حاجتك ومش عاوز أسمع اي حاجه عنك تاني.
وليد : أنا أسف يا عمو وأسف لوجع نغم أنا مش لاقي كلام أقوله .
بابا : أسفك مرفوض يا بني فارقنا ونغم بنتي قوية هتقدر تعدي اي حاجة .
وليد : أنا مش هاخد حاجة الحاجة دي تخص نغم
بابا : نغم مش عاوزة منك حاجة .
وليد بكسره صوت : انا اسف لنغم ومشي وساب حاجته
أنا كنت سامعه كل الكلام من أوضتي اول لما خرج طلعت من اوضتي مسكت فستان الفرح الي كان جايبه ليا وقعدت اقطع فيه بإنهيار .
بابا وماما اخدوني في حضنهم ودخلوني اوضتي فضلت في حضنهم طول الليل علشان اعرف انام.
الحياه مبتقفش علي حد بس السؤال بقي انها لما بتمشي هتمشي ازاي ؟
وقد عشقت روحك حتي أصبحت نفسا يدق في أنحاء روحي ويوم أن فارقتك فارق روحي الجسد فكيف لروح أن تدق في ظلمة صمت الرحيل
من تأليف الكاتبة نور البشرى.
رواية خيط ضعيف | موقع روايات