قصة قصيرة عن الجشع
يقدم لكم موقع قصص عم جوهر في هذا المقال قصة قصيرة عن الجشع، وقصة قصيرة عن الطمع للأطفال، وقصة نهاية الطمع، وقصة البائع الجشع، وقصص عن الطماع. الطمع من أسوأ الطباع في الحياة، فقد يكون الإنسان يملك الكثير من النعم وتذهب عنه بسبب طمعه في الحصول على المزيد دون حمد الله على ما أعطاه من نعمة. وسيقدم لكم موقعنا قصص رائعة عن الطمع ونهايته. فيما يلي قصة قصيرة عن الجشع.
تعكس هذه القصص عبرًا وحكمًا نستفيد منها في حياتنا اليومية، لنتجنب الوقوع في فخ الطمع الذي قد يؤدي إلى خسارة ما نملك.
اقرأ أيضا: قصص عبر وحكم
قصة قصيرة عن الجشع
في قديم الزمان، كان هناك تاجرٌ ثري يُدعى رشيد، يعيش في مدينة ساحلية كبيرة. كان رشيد واحدًا من أغنى رجال المدينة، يملك متاجر وحوانيت، وقافلات تجارية تجوب الصحاري والمحيطات لجلب أغلى أنواع البضائع. ورغم ثروته الكبيرة، كان رشيد يعاني من مرض خفي، مرضٍ ليس له علاج، وهو “الجشع”. لم يكن هناك ما يكفي من المال أو المجوهرات لإشباع نهمه. كان دائمًا يشعر بالحاجة إلى المزيد، وكأن كنوزه وثرواته بلا قيمة.
كل من حوله كان يحاول تذكيره بأن الحياة ليست كلها أموال، وأن الثروة وحدها لا تضمن السعادة، لكن رشيد لم يكن يستمع. كان يضحك ويقول إن السعادة في المال، وإن الثراء هو أعظم نعمة. وذات يوم، بينما كان جالسًا في مجلسه الفخم محاطًا بالمجوهرات والأحجار الكريمة، سمع رشيد عن أسطورة قديمة تتحدث عن كنز لا يقدر بثمن. هذا الكنز، وفقًا للأسطورة، كان مدفونًا في جزيرة نائية محاطة بالأساطير، جزيرة لا يصلها إلا المغامرون الذين يملكون قلوبًا لا تخاف.
قصة قصيرة عن الجشع للأطفال
أثارت القصة اهتمام رشيد بشدة، لم يكن المال الذي لديه كافيًا؛ أراد هذا الكنز الأسطوري الذي سمع عنه، وقرر أن يذهب في رحلة خطيرة ليبحث عنه. بدأت تجهيزات السفر، وأعد رشيد سفينة كبيرة وملأها بالمؤن والعتاد، واصطحب معه عددًا من رجاله الأكثر ولاءً. كان يخطط لجعلهم ينفذون أوامره بلا تردد، فقد كان يؤمن أنه الطريق للوصول للكنز.
انطلقت السفينة نحو الجزيرة المحفوفة بالمخاطر، وعبروا بحارًا لم تطأها سفينة من قبل، مروا بعواصف رعدية وأمواج عاتية، كادت تغرق السفينة عدة مرات. إلا أن رشيد كان يصر على الاستمرار رغم تحذيرات البحارة الذين كانوا يشيرون إلى أن البحر يُعاقب الطماعين، وأن الجشع لا يجلب إلا الخراب. كان كلامهم يزيد من عناد رشيد، فينظر إليهم بابتسامة ساخرة، قائلاً: “ألم أخبركم؟ الجبناء لا يحصلون على شيء في هذه الحياة.”
بعد أيام طويلة من المعاناة، ظهرت الجزيرة أمامهم، كانت محاطة بصخور ضخمة وساحل وعِر كأنما تحمي شيئًا ثمينًا بالفعل. أرسل رشيد رجاله ليستطلعوا الجزيرة، فوجدوا أدلة تشير إلى كهف قديم محفور في قلب الجبل، كهف يشبه اللغز، مليء بالرموز والنقوش. تلك النقوش كانت تحذر كل من يقترب بأن “من يدخل هذا المكان بقلب مملوء بالجشع سيحصد العواقب الوخيمة.”
قصة قصيرة عن الجشع للأطفال
لم يعر رشيد هذه النقوش اهتمامًا. دخل إلى الكهف المظلم وأخذ يشق طريقه بصعوبة، ولم يكن يكترث بأي شيء سوى الوصول إلى الكنز. بعد ساعات من التجول في الممرات الضيقة والمظلمة، وصل إلى غرفة واسعة تملؤها كنوز لا تُحصى؛ ذهب، ألماس، جواهر من كل لون، وأوانٍ مزخرفة بالمجوهرات. كانت الثروات أكثر مما حلم به رشيد في حياته، كان الكنز أكبر من كل ما يملكه بالفعل.
بدأ رشيد في جمع كل ما يستطيع حمله، ولكن طمعه كان أقوى. قرر ألا يترك شيئًا، فطلب من رجاله أن يجمعوا كل المجوهرات ويضعوها في أكياس ثقيلة. مع مرور الوقت، بدأ رجال رشيد يشعرون بالتعب، لكن رشيد كان يصرخ فيهم قائلاً: “لن نعود قبل أن نحمل كل شيء!”
وبينما كانوا يحملون أكياس المجوهرات، حدث أمر غريب؛ بدأت الأرض تهتز، والجدران تُصدر أصواتًا غريبة. شعروا وكأن الكهف بدأ ينغلق عليهم. حاولوا الهروب، لكن رشيد رفض أن يترك شيئًا وراءه. كان يحمل الأكياس الثقيلة، ويردد: “هذه ثروتي، لا شيء في العالم سيمنعني من أخذها.”
قصة قصيرة عن الجشع للأطفال
مع اشتداد الهزات، انهارت الصخور الكبيرة على الكهف، وأغلقت مدخله، ودفنت رشيد وجميع رجاله بداخلها. كانوا محاصرين في الظلام، لا يجدون طريقًا للخروج. ومع مرور الأيام، بدأ الطعام ينفد، والماء يختفي، لكن رشيد كان جالسًا وسط كنوزه، يعاني من الجوع والعطش، ولكنه يتمسك بما جمعه كأنه يعتقد أن الذهب سيعطيه الحياة.
وبينما هو في هذه الحالة البائسة، أدرك أخيرًا المعنى الحقيقي لتحذيرات الناس. عرف أن الجشع قد أوقعه في هذا الفخ، وأنه لو اكتفى بما كان لديه لما انتهى به الحال مدفونًا في كهف مظلم. لم يكن هناك أحد ينقذه، ولا أحد يشارك معه هذا المصير. مات رشيد هناك، محاطًا بكنوزه، لكن لم يتبقَ من ثروته شيء ينفعه في العالم الآخر.
وبعد سنوات، عثر بعض الصيادين على بقايا الكهف ووجدوا الهيكل العظمي لرشيد محاطًا بالذهب الذي كان يسعى وراءه، ففهموا أن الجشع كان سبب هلاكه.