قصة …. مكان في االروح
في يوم مثل كل يوم تقود روح سيارتها مسرعة الي
عملها وبدون إنتباه منها تكاد ان تصطدم بالسياره المقابلة لها في
الطريق المعاكس ترفع عيونها محاوله تفادي السياره الأخري وبالفعل تتفادها ولكن ما
شعرت به مجرد ما نظرت الي سائق السياره
الاخري والتقت عيونهما لم يكن في الحسبان شعرت بنبضه قلب ساخنة وكأن حياه طفل وليد تتغلل في عروقها لم تفهم روح
ما شعرت به وحاولت تجاهله مدعيه داخلها انها مجرد اوهام .
روح مهندسة ديكور تبلغ من العمر 25 عاما تم خطبتها الي
حسام علي الطريقه التقليديه تصل روح الي
عملها وتبدأ في العمل محاوله تفادي التفكير في الاحساس الغريب الذي شعرت به يقطع
تفكيرها اتصال من حسام وبعد الترحاب التقليدي بينهم يٍسألها عن موعد الزفاف لترد
عليه يوم 24 ديسمبر دون سابق تفكيرفي الوقت او تحديد …
في الجهه المقابله يصل أدم الي مكتبه حيث يعمل مهندس طرق
يسرح بخياله محاولا تفسير ما شعر به عندما التقت عيونه بعيون قائده السيارة التي كادت ان تصطدم به فما شعر به شعور يفوق
الوصف وكأنها روح تدب في دمائه من جديد يشرد مبتسما مفكرأ وكانها هديه القدر له
هذا اليوم يصادف يوم ميلاده 26 ليقطع أفكاره إتصال من مروه خطيبته تذكره بتحديد
موعد الزفاف ليأكد أدم عليها بنره صوته
الهادئه المعتاده انه سوف يكون يوم 24
ديسمبر.
يوم ان تشعر بشعور مفاجئ يحتل عروقك ويسري في دماءك صدق
احساسك لا تقاومه الاحساس هو الفطره هو الحقيقه في الحياه ولكننا لا ندرك ذلك إلا
بعد فوات الأوان .
بعد مرور يومين
تري روح منامأ انها علي شاطئ بحر صافي وهناك تجلس فتاه
غجرية بشعر احمر وفستان أبيض ويشمك يغطي ملامح وجهها تقترب الغجرية منها تمسك يديها وتبتسم لها وتضع يديها
علي رأس روح ودون ان تحرك شفيتها تنظر الي
عيونها وكأن روحها تتحدث الي روح بدأ
الخلق روح بدأ الخلق ادم دوري علي ادم هتلاقي الروح هذا ليس طريقك ولا مكانك سوف تخسرين كثيرا اذا استمرتي في طريقك انظري
الجهه المعاكسه سوف ترين بدايه الطريق وتختفي مثل السراب تستيقظ روح من نومها في
حاله ذهول محاوله تفسير ما رأته في نومها محدثه نفسها : ايه الحلم الغريب دا اكيد
دا عقل باطن أدم مين ؟؟؟؟؟
وفي مكان أخر يستيقظ أدم بسبب مناما غريبا رأه محدثا
نفسه : روح مين ؟؟ انا معرفش بنت اسمها روح .
بعد مرور إسبوعين
تتحدث روح مع والدتها عن ترتيبات منزلها النهائية
روح : انا استقرت علي لون البيج الكريمي علشان يكون لون
الحوائط اما الموبليا كلها فاختارت لون
البني الغامق
والده روح : انا عارفة ان طول عمرك بتحبي الألوان دي يا
روح ربنا يفرح قلبك يا حبيتي .
وفي اثناء انشغالها بالحديث مع والدتها ينكسر منها كوبا
كانت تحمله في يديها ويجرح اصابعها لتنزف
الدماء وتصرخ من الألم .
وفي مكان اخر وفي نفس التوقيت تحديدأ في منزل أدم الذي سوف يقنطه بزواجه من مروة حيث يغلب عليه لون البيج الكريمي.
مروه محدثه أدم : لون العفش بني غامق مع لون البيج
الكريمي طلع عندك حق يا أدم لايقين علي بعض ليقطعها صرخه ألم من أدم حيث جرحت يده
من قطعه زجاج مكسورة لم ينتبه لها.
وكأن دماء روح وأدم علي عهد للخروج في نفس اللحظه لتعبر
ما تكتمه القلوب ولا احد منهما يدري
ويأتي اليوم المنتظر يوم الزفاف أدم في سياره الزفاف مع
مروة الشارع مزدحم لوجود سيارة زفاف أخري
في الطريق المعاكس ينظر أدم للسيارة الأخري لتملأ عيونه نظره ذهول محدثا نفسه : دي
نفس البنت نفس البنت اللي شوفتها في الاشاره ايه الصدفة العجيبة معقول فرحها يوم فرحي لتقع عيونه في عيون روح
ويشعر نفس الشعور الذي شعره من قبل وكأنها جزء من دمائه وفي وسط شروده يسمع ذلك
الصوت الغريب في عقله الذي لم يفارقه منذ طفولته وكأن احد يتحدث له لو كان في شويه
وقت لو جت بدري شويه ليكمل كلام ذلك الصوت العقلي كنا رجعنا من الطريق يفوق أدم من
شروده محدثا نفسه :
أنا أول مره أٍسمع الصوت بيتكلم بوضوح زي ما يكون حد
بيكلمني وبكمل كلامه انا مش فاهم حاجه ليقطع تفكيره ما رأه أمامه ويحدث نفسه مره
أخري زي ما تكون خرجت من الحلم !
وفي الجهه المعاكسة تكمل روح حديثها الذاتي مع نفسها لو
كان في شويه وقت كنت رجعت من الطريق انا حاسه اني بغلط انا اتسرعت من جوازي من
حسام بس جايه اقول دا دلوقتي فوقي يا روح انتي فرحك النهارده.
ليقطع تفكيرها ما رأته الفتاه الغجريه تعبر الطريق وتنظر
لسيارتين الزفاف بعيون ممتلئة بالدموع وتختفي وسط الزحام …
بعد مرور أسبوعا
علي يوم الزفاف تسبح روح في البحر حيث تقضي شهر العسل مع زوجها وفي وسط الميه تشرد
روح لتتذكر منامها والفتاه الغجرية وفي غمره شرودها تجرفها الامواج بعيدا الي وسط
البحر فتصرخ محاوله الأسنتجاد ليسرع زوجها ورجال الانقاذ لها .
وفي مكان أخر أدم نائم في غرفته ليري مناما كأنه في مياه
عميقه ومظلمه ليستيقظ صارخا بغرق بغرق ينظر أدم حوله ليجد انه في غرفته تأتي زوجته
مروه مسرعه علي صوته .
مروه: مالك كنت بتصرخ وإنت نايم .
أدم يتحدث بصوت منهكا وخائفا : حلمت اني بغرق حست كأني
روح بتتسحب مني زي ما أكون بين الحياه والموت .
مروه : اكيد كابوس يا أدم ليرد أدم عليها أه اكيد .
تمر الايام وكل من أدم وروح يعيشان في عالم مختلف لا أحد
منهم يعرف شيئا عن الأخر ولا حتي اسمه كل منهما لازال يسمع هذا الصوت العقلي ولا
يحاول تفسيره اعتقادا منهما إنها اوهام عقليه منذ الطفولة .
وفي يوم تري روح مناما لنفس الغجريه تمسح دموعها وتعطيها
نصف ورده بيضاء وتختفي لتستيقط روح في حاله ذعر محدثه نفسها دي نفس البنت الغجريه
وبتمسح دموعي حلم غريب!
وفي مكان اخر يشرد ادم مفكرا في الورده البيضاء التي
اعطتها له الغجريه في منامه محدثا نفسه : انا مش فاهم حاجه الحلم دا اكيد في رساله
ليا او ممكن إشاره لسكه أمشي فيها .
بعد مرور 3 اشهر
روح جالسة مع والدتها لتقطع والدتها شرودها :
بائع الفل : فل وورد ابيض يا مدام
وفي مكان اخر روح تحديدا
في حفل صباحي خاص بصديق زوجها تشعر روح بصداع شديد.
يمر اليوم والثاني والثالث بعد هذه الحادثة
روح : مش عاوز تكمل ايه يا حسام
وفي مكان اخر يتفق أدم ومروه علي إجراءات الإنفصال بعد
أن أكتشفا استحالة إستمرار الحياة بينهما.
بعد مرور شهر علي انفصال كل منهما عن زوجه تستمر الاصوات العقلية في عقل كل من أدم وروح .