قصة ادم عليه السلام كامله | من قصص القران
قصة ادم عليه السلام كامله | من قصص القران
قصة ادم وحواء
لما خلق اللهُ الخلق كان منهم :
1- ملائكةٌ : لا يَعصُون الله ما أمرَهم ويَفعلُون ما يُؤمرون ، وخلقهم من نور ، ومقرُّهم السماواتُ السبع ، وقد تسند إليهم مهامٌّ على الأرضِ ثم يعودون من حيث أتوا.
2- وجِنٌّ : ومكانُهم بين السماء والأرضِ … وقد خُلقوا من نار … منهم الصالحون وغيرُ الصالحين ، ومنهم إبليسُ وذُريته وقد مُنحُوا حريةَ الاختيار بين الطاعةِ والعَصيان كالبشر.
3- وبَشَرٌ : وهم بنو آدم الذين خلقهم اللهُ لعمارة الأرض … وهم الإنسٌ ، وأبوهم جميعاً آدمُ عليه السلام ، وأمهم حَوّاء.
وقد شهدت الملائكة الكرام عملية خلقِ آدمَ – عليه السلام – وكان معهم من الجنِّ إبليسُ.
وكلٌّ منا يعرف أباه وجده …
وما دام آدم أبو البشر فمن هو أبوه ؟ أو من جد البشر ؟
ذاتَ يومٍ … أخبر الخالقُ العظيم سبحانه وتعالى – ملائكته الكِرامَ بأنه سيخلقُ “بشراً من طين”!
لقد خلقهم من نور لأداء مهامَّ تتناسب مع طبيعتهم .. وسيخلقُ آدمَ من طينٍ لأداء مهامَّ تتناسب مع طبيعته … خلقه بلا أب … ولا أُمٍّ ..
وخلق أمَّنَا “حواءَ” من ضِلع آدمَ ، ونظر ، فإذا هي بجواره .. تُؤنسُه ، وتقفُ إلى جانبه، وتعايشُه !
وأراك تقولُ : خَلَقَ آدمَ من طينٍ ؟
وأقول : نعم ممن طينٍ … واللهُ قادرٌ على أن يقول للشيء : كُنْ فَيكُونُ !
وكان الملائكةُ يشهدون “احتفالية خلق آدم” ، ومعهم إبليسُ من الجِن !
وأمرهم الله إذا نفخَ فيه من رُوحِه أن يخروا له ساجدين تكريماً للخالق الأعظم ، فآدم هو صنعة الله الذي خلقه بيده وسواهُ ونفح فيه من رُوحه فكان بشراً سوياً !
وليس هذا سجود عبادة ، فالله وحده هو الذي يستحقُّ بالسجودَ والعبادةَ ! إنه سجودُ تكريمٍ وتعظيمٍ كما أمر الخالقُ العليمُ.
ونظر الملائكة أمامهم .. فإذا هو مخلوقٌ آخر يختلفُ عنهم .. إنه إنسانٌ حيٌّ من لحمٍ ودَمٍ وعظمٍ وعصبٍ … فسجد الملائكة كُلّهم أجمعُون !
ومن الجن كان إبليسُ يشاهدُ هذه الاحتفالية بالمخلوقِ الجديد الذي ليس من الملائكة وليس من الجن ..
ورأى الملائكة تسجدُ له .. فأبى أن يسجد .. أخذته العزةُ بالإثمِ .. إنه من نارٍ .. وآدمُ من طينٍ .. والنارُ أشرفُ من الطينِ ..
إنه يملكُ الكلمة … فكشف عما بنفسه وقال لربه مستنكراً : {أأسجدُ لمن خَلَقْتُ طِيناً} [الإسراء : 61].
ونظرت الملائكة إلى إبليسَ ساخطين عليه بعدما خرّوا لآدمَ ساجدين. وهم يسجدون بحمدِ ربِّهم ولسانُ حالهم يقول : اللهمَّ لا اعتراض !!
أما إبليس اللعين فقد اعترض .. وأعلن العِصيانَ وقال : {أَنَا خَيْرٌ مِنهُ خَلَقْتَنِي مِن نَارٍ وخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [الأعراف : 12] ، وعندئذٍ صدر الأمرُ الكريمُ بطرده من رحمته .. فخرج ملعوناً مطروداً ، وفي نفسه حِقدٌ دفينٌ على آدمَ وذريته إلى يوم الدين.
وأكرم الله آدم وزوجه حواءَ بإسكانهما الجنة : {وَقُلْنَا يَا آدمُ اسْكُن أنَتَ وَزجُكَ الجَنَّةَ وكُلاَ مِنْهَا رَغدَاً حَيْثُ شِئتُمَا} [البقرة : 35].
وحقد إبليسُ عليهما ، وقرّر أن يوسوسَ لهما حتى يُخرجهما من جنتهما ، ويكونَ مصيرُهما الطرد منها !
وعرف إبليسُ أن الله – سبحانه وتعالى – قد نهاهما عن الأكلِ من إحدى شجراتِ الجنة.
وترك لهما حرية التنقُّلِ والتمتُّع بنعيمها … وخيراتها !
وكان لهما إبليسُ – عدوُّ الإنسانية – بالمرصاد ، فانتظر حتى اقتربا من تلك الشجرةِ المحرمةِ ، وراح يوسوس لهما ! ويغريهما بالأكلِ منها ..
واستخدم كُلَّ وسائله في الإغراء والإثارةِ .. ولكنهما كان يبتعدانِ عن تلك الشجرةِ امتثالاً للنهي عن الأكل منها ..
وأخيراً قال لهما … إنها شجرةُ الخُلدِ والمُلكِ الذي لا نهايةَ له ! ونسيا النهي … وامتدت الأيدي إلى الشجرةِ تأكلُ من ثمرِها وسَعِدَ إبليسُ بنجاح خُطته !
وأحسَّ آدمُ وحواءُ بالندمِ على ما فعلا حين انكشف أمرُهما فأخذا يُغطيان عورتهما بورقِ الأشجار !
{وَطَفِقا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجَنَّةِ} [الأعراف : 22] وعاتب الله آدم وحواء ، فراحا يستغفران الله ، ويُعلنان توبتهما وندمهما على ما فعلا !
وكانت توبتهما صادقةً فتابَ الله عليهما.
وعرف آدمُ أن إبليسَ له بالمرصاد ، وأنه حاقدٌ عليه ، وأنه كان يتمنى أن يجعله الله في الأرض خليفةً بدلاً منه ؛ فعزم في نفسه أن يحترسَ من ألاعيب الشيطان ، فلا يُلدغ المؤمن من جُحرٍ مرتين.
لقد أصبح مستعداً لمواجهة إبليسَ ، وتعلَّم من خطئه ، وكان نزولُه إلى الأرض تجربةً أخرى يخوضُها آدمُ وذريته مع إبليسَ وذريته ، فمن أطاع الله فاز برضاه وكان الجنة في انتظاره .. ومن اتبع هواهُ … وعصى الله وأطاعَ الشيطان فالنار في انتظاره وبئس المصير!.