حسن والجن | أسرار الرعب في قرية مصرية 1
مقدمة | أسرار الرعب في قرية مصرية 1
في قلب صعيد مصر، وفي واحدة من القرى النائية اللي محدش بيسمع عنها غير في الحكايات، كانت فيه مقبرة قديمة معروفة بلعنتها. القرية دي كانت محاطة بالجبال والصحراء، وموقعها المعزول خلاها مركز للأساطير والخرافات اللي بتحكي عن الجن والأرواح الملعونة. المقبرة الفرعونية دي كانت محفورة في جبل عالي، بابها كان مقفول بحجر ضخم، ومفيش حد قدر يفتحه من مئات السنين. أهل القرية كانوا بيخافوا يقربوا منها، وكانت دايمًا بتتقال عن المقبرة دي قصص رعب مكتوبة من قديم الزمان.
لعنة المقبرة | أسطورة الجن في بيت الفراعنة
في ليلة حالكة السواد، كان القمر مختفي ورا السحاب الكثيف، وأصوات الرياح بتعوي بين الجبال، “حسن” الشاب اللي عاش طول حياته في القرية الصغيرة دي، كان بيمشي بسرعة على الطريق اللي بيمر جنب المقبرة. حسن كان معروف في القرية بجرأته، لكن النهارده كان فيه حاجة غريبة في الجو، حاجة خليته يحس برعشة باردة بتسري في جسمه.
كان حسن راجع من عند صاحبه “سعيد” بعد ما قضوا الليل بيتكلموا عن أساطير القرية. سعيد كان دايمًا بيحب يحكي عن قصص الرعب اللي بتحصل في المنطقة، وكان بيقول لحسن إنه لازم يبعد عن المقبرة دي، لأن الجن اللي فيها مش بيحبوا البشر. حسن كان دايمًا بيضحك ويقول إنه مبيخافش من القصص دي، لكن النهارده كان الموضوع مختلف.
وهو ماشي في الظلمة، فجأة حس بحاجة بتتحرك حواليه. وقف مكانه وحاول يسمع، لكنه مكنش قادر يحدد الصوت جاي منين. كان فيه صوت همس خفيف، زي صوت حد بينادي باسمه. “حسّن… حسن!” الصوت كان جاي من المقبرة، لكن المكان كان مهجور مفيش فيه حد من مئات السنين. حسن بص ناحية المقبرة، لقى نور خافت طالع من شق في الباب الحجري الضخم.
الرعب بدأ يدب في قلب حسن، لكنه قرر يقرب عشان يشوف إيه اللي بيحصل. كل خطوة كان بياخدها كانت بتزيد من توتره، الأرض تحت رجليه كانت كأنها بتهتز، والهواء كان بارد جدًا، لدرجة إنه حس إنه واقف في وسط الشتاء رغم إن الجو كان حار. لما قرب من المقبرة، النور اللي كان جاي من الشق بقى أقوى، وصوت الهمس بقى واضح أكتر. كان فيه حاجة غريبة في الجو، حاجة مش طبيعية.
حسن حاول يمسك أعصابه وقرر يقرب أكتر. مد إيده للمس الشق اللي في الباب، وفجأة، حس بتيار كهربائي خفيف يسرى في جسمه. النور اللي كان طالع من الشق اختفى فجأة، وسمع صوت صرخة عالية جاية من جوا المقبرة. حسن اتراجع بسرعة لورا، قلبه كان بيدق بسرعة شديدة. الباب الحجري اللي كان مفتوح نص فتحة بدأ يتحرك لوحده، وفضل يتفتح لحد ما اتفتح بالكامل.
حسن حس بإنه بيتسحب ناحية الباب، كأن فيه قوة خفية بتجذبه لجوا. حاول يقاوم، لكن رجليه مكنتش بتسمعله. كل ما كان يقرب من الباب أكتر، كان بيحس بالبرودة بتزيد، والظلام حواليه كان بيبقى أعمق. لما وصل عند عتبة الباب، النور رجع يظهر تاني، لكن المرة دي كان جاي من أعماق المقبرة. حسن قرر يدخل، رغم خوفه، عشان يشوف إيه اللي بيحصل.
لما دخل، لقى نفسه في ممر طويل محفور في الصخر، جدرانه كانت مليانة بنقوش فرعونية قديمة. الأرض تحت رجليه كانت مغطاة بالتراب، والهواء كان ريحته زي العفن القديم. حسن مشي بحذر، كل خطوة كان بياخدها كانت بتعمل صدى في المكان الفارغ. فجأة، لقى نفسه واقف قدام باب ضخم تاني، لكن الباب ده كان مصنوع من الذهب الخالص، وكان عليه رسومات لآلهة فرعونية بتمسك سيوف.
حسن حط إيده على الباب وحاول يفتحه، لكنه كان تقيل جدًا. في اللحظة اللي لمس فيها الباب، سمع صوت عالي جاي من وراه. اتلفت بسرعة لقى الظلام حوالينه بقى أكتر كثافة، وكان فيه ظل طويل واقف في نهاية الممر. حسن حس بالرعب بيسيطر عليه، لكنه قرر يواجه الظل ده. فضل ماشي ناحية الظل، وكل ما كان يقرب، كان الظل بيتحرك نحوه هو كمان.
لما وصلوا لنص الممر، حسن قدر يشوف الوجه اللي كان مخفي في الظل. كان وجه كيان غير بشري، عيونه كانت مشتعلة بلون أحمر، وكان فيه ابتسامة شيطانية على وشه. حسن حاول يصرخ، لكن صوته مختفى في الصمت المخيف اللي كان في المكان. الظل اتحرك بسرعة ناحيته، وقبل ما حسن يقدر يعمل أي حاجة، حس بيدين باردة تمسكه من رقبته.
قصص رعب مكتوبة | أسرار الرعب في قرية مصرية 1
حسن كان حاسس بالبرد الشديد اللي بيجري في جسمه من اللمسة المرعبة للكيان اللي مسكه من رقبته. عيونه كانت متسعة من الرعب، وحاول بكل قوته إنه يتحرك أو يصرخ، لكن جسمه كان مشلول من الخوف. الكيان كان بيقرب وشه من وش حسن، وكان بيهمس بصوت منخفض ومخيف: “انت ما كانش المفروض تيجي هنا.”
فجأة، حسن حس بحاجة غريبة بتحصل جواه. كان فيه طاقة جديدة بتجري في عروقه، وبدون ما يعرف إزاي، قدر يتحرر من إيد الكيان. وقع على الأرض وبدأ يزحف بسرعة بعيد عنه. الكيان اتحرك بسرعة وحاول يمسكه تاني، لكن حسن كان أسرع وفضل يزحف لحد ما وصل لباب الذهب الضخم.
الباب اتفتح قدامه بشكل غير متوقع، وكان فيه نور ساطع طالع من وراه. حسن ملقاش حل غير إنه يدخل. لما دخل، الباب اتقفل وراه بقوة، والظلام اللي كان حوالينه اختفى فجأة. لقى نفسه في غرفة كبيرة جدًا، الجدران كانت مغطاة برسومات فرعونية قديمة بتحكي قصص الآلهة والجن. في وسط الغرفة، كان فيه تابوت حجري قديم عليه نقوش غريبة.
حسن كان مرعوب، لكنه قرر يقرب من التابوت. لما قرب، حس بأرضية الغرفة بتهتز تحت رجليه. فجأة، الغرفة كلها اتملت بصوت همسات، وكان فيه ريحة بخور قوية بتنتشر في المكان. حسن كان مش قادر يتنفس كويس، لكن قرر إنه لازم يفتح التابوت ويشوف إيه اللي جواه.
مد إيده بحذر وبدأ يفتح غطاء التابوت الحجري. كان تقيل جدًا، لكن بعد مجهود كبير قدر يرفعه شويه. في اللحظة دي، كل حاجة في المكان وقفت. الهمسات اختفت، والرياح اللي كانت بتعصف جواه الغرفة سكنت. حسن بص جوا التابوت، لقى جثة محنطة لفرعون قديم، وعينيه كانت مفتوحة وكأنها بتبصله.
قصص رعب مكتوبة | أسرار الرعب في قرية مصرية
قبل ما يقدر يستوعب اللي بيحصل، الفرعون الميت اتحرك! عينيه اللي كانت بتبصل حسن بدأت تتوهج بلون أخضر، والجثة طلعت من التابوت ببطء. حسن كان مرعوب لدرجة إنه مش قادر يتحرك. الفرعون الميت بدأ يتكلم بصوت مليان غموض: “أنت اللي حررتني من لعنتي، لكن خلاص، مالكش مفر دلوقتي.”
في اللحظة دي، الكيان المرعب اللي حسن شافه قبل كده ظهر تاني، وكان واقف جنب الفرعون. حسن كان محاصر بين الكيانين دول، وكل واحد فيهم كان بيقرب منه ببطء. حسن حس باليأس والرعب بيسيطر عليه، لكن فجأة، افتكر كلمات كانت أمه دايمًا بتقولها: “لما تحس إن الدنيا ضاقت بيك، مفيش غير الإيمان اللي هينقذك.”
حسن قعد يسترجع إيمانه بكل قوته، وبدأ يقول دعاء بصوت عالي. الجو حوالينه بدأ يتغير، وكان فيه نور ساطع بيظهر في الغرفة. الكيانين حاولوا يقربوا أكتر، لكن النور كان بيزيد قوتهم ضعف. في النهاية، الفرعون الميت وقع على الأرض، وعيونه رجعت تاني للحالة اللي كانت عليها، جثة هامدة. الكيان اختفى في الهواء كأن مكنش موجود من الأساس.
حسن حس بإنه اتحرر، وبدأ يدور على مخرج من الغرفة. الأرض بدأت تهتز تاني، وكأن المقبرة كلها بتنهار. حسن فضل يجري بأقصى سرعته لحد ما لقى ممر ضيق بيقوده لباب صغير في الجدار. فتح الباب بسرعة، ولقى نفسه برا المقبرة، في الصحراء المظلمة.
لما بص وراه، لقى المقبرة بتنهار بالكامل، وكأنها بتدفن الأسرار اللي جواها للأبد. حسن كان مرهق جدًا، لكنه كان ممتن إنه قدر يهرب بحياته. من اليوم ده، حسن اتغير بالكامل. بقى شخص مليان حكمة، بقى يقدر يعرف إن الرعب الحقيقي مش في القصص اللي بنسمعها، لكن في قلوبنا لما نخاف ونفقد إيماننا.
حسن قرر إنه لازم يحكي للناس عن تجربته دي، عشان يكون درس لكل اللي بيحاولوا يقتربوا من الحاجات اللي مش مفروض نلعب بيها. القصة دي بقت جزء من التراث الشعبي في القرية، وتحولت لواحدة من أكتر “قصص الرعب المكتوبة” اللي بيتحكى عنها في مصر، وعرفت باسم “لعنة المقبرة: أسطورة الجن في بيت الفراعنة.”
يتبع… ( الجزء الثاني ) .