مقدمة: سامحيني احببتك

تدور احداث القصة حول اثنين فعلوا كل ما بوسعهم لكي تدوم قصة حبهم وفعلوا المستحيل من اجل بقاء هذا الحب .. ذلك الحب الذي اصبح نادرا في هذا الزمان هو يعشقها بلا حدود.. هي متيمه في عشقه وحبه ..اصبحوا روحين في جسد ووقفوا في وجه اهلهم حتى لايمنعوا ذلك الحب ..

بداية سامحيني احببتك

ورغم معارضة الأهل لكل منهما الا انهم تزوجوا وقصة حبهم اتجهت نحو الاكتمال هي تعشقه إلى حد الجنون ولا تري في عالمها غيره ولا يمكن أن تستغني عنه ولو للحظات وهو مجنون بحبها حد الموت

ذهبوا لقضاء شهر عسل لهما بعد الزواج ذهبوا في رحلة نهرية وكانت اجمل ايام العمر وبعد ذلك مر على زواجها سنة كانت وكأنها حلم جميل تمتعوا به وتمنوا ان لا ينتهي هذا الحل ابدا

في يوم… استيقظ على صوت جرس الهاتف وذهب إليه ورفع السماعه وإذا بذلك الصوت الذي يدل على غضب صوت والدته وحاول ان يقطع الصمت وقال صباح الخير يا صاحبه احلي صوت في الدنيا

الام ( وبصوت حاد) : أي الذي تتكلم عنه إنها الساعة الثانية عشر ظهرا وانت تقول لي صباح الخير

يوسف ولكننا مازلنا في الصباح ياامي

الام : دعك من هذا الكلام الفارغ واذهب الان لتغير ملابسك وتعالي بسرعه ولا تتأخر

يوسف لماذا ياامي هل حدث شي

الام : هل سمعت ما اقول هيا تعالي بسرعه ولا تتأخر أريدك في شي هام

يوسف حاضر ياامي انا لم اتناول فطوري بعد سوف اتناوله مع رحمة نمر عليك ولن نتأخر بإذن الله

الام وبنبرة صوت غاضبة ) ماذا !؟.. وأنت لا تتحرك إلا بها اتركها بالبيت اريدك بمفردك ولا اريد ان ارها وأن تأتي بسرعة والآن ولا تتأخر

يوسف : ان شاء الله يا امي وبنبره حزن لانه يعرف ان والدته لاتحب زوجته

بعد انتهائه من المكالمه وجد زوجته تعد طاوله الفطور ذهب الى غرفته لتبديل ملابسه رأت رحمه زوجها على عجلة من أمره

سألته : حبيبي .لماذا أنت مستعجل ؟! لقد اعددت لك الفطور..

يوسف :ليس ضروري حبيبتي .. أمي تريدني في موضوع مهم ويجب أن أذهب إليها الآن

رحمه : خير إن شاء الله .. لا تنسى أن ترسل لها سلامي يا يوسف

يوسف : إن شاء الله .. مع السلامه

ذهب يوسف إلى أمه ليرى ما عندها من أمر مهم يجعلها تكلمه بهذه اللهجة القاسية

فتحت ام يوسف الباب قالت كم من الوقت مر على زواجك ؟

يوسف : تقريباً سنة كاملة يا أمي ..

الام : ماذا تقول ؟ سنة ؟؟ مضى على زواجك أكثر من سنة !!

يوسف : لماذا هذا السؤال يا أمي ؟! هل هناك شيء يخص كم مر على زواجي ؟

الام : وهل تسأل ؟ ألا تعرف ماذا هناك ؟!

يوسف ( مستغرباً ) : ماذا هناك يا أمي ؟!؟

الام : مضى على زواجك أكثر من سنة وإلى الآن لم نر منك شيئاً !!

يوسف : مني أنا ؟

الأم : ..أكيد من زوجتك النحس !!

يوسف :هو غاضب أمي .. ما هذا الكلام الذي تقولينه ؟!؟

الام : ألم تمض سنة كاملة ولم نر منها شيئاً !؟!

يوسف : هذا الموضوع يخصنا أنجبنا أبناء أم لم ننجب فقط .. ثم لم يمض من الوقت سوى سنة على زواجنا

الام : أصبحت تصرخ في وجهي وتتطاول علي مشاء الله لكن العيب ليس فيك بل في هذه الزوجة النحسة التي عندك !!

يوسف :يكفي لا تظلمي زوجتي ياامي ما هذا الكلام

تظاهرت الام بالبكاء حتى تلين قلب ابنها قليلا وقالت : ولكن العيب في أنا التي أريد أن أفرح بك وبرؤية أبنائك قبل أن أموت وأدفن تحت التراب

يوسف : لا تقولين هذا الكلام يا أمي. أطال الله في عمرك سترين أبنائي وأبناء أبنائي أيضاً غداً إن شاء الله

الام : ومتى؟ متى سيأتي اليوم الذي سأراهم فيه ..

يوسف : قريبا باذن الله يامي

الام: في كل مرة تقول لي نفس الكلام والآن مرت سنة كاملة ولم أرى شيئاً .

يوسف وهو يحاول ان يغلق الحوار: يا أمي .. كل شيء بيد الله تعالى وليس بيدينا شيء ..

الام : اسمعني يا ولدي سوف أصبر وأفوض أمري إلى الله ..

يوسف : إن شاء الله يا أمي العزيزة .. سوف أذهب الآن .. هل تريدين شيئاً ؟؟

الأم : اهتم بنفسك . وفي أمان الله وحفظه

بعد عودته إلى البيت كانت رحمة جالسه على مائدة الفطور بانتظار عودته

رحمه : أهلا بحبيبي يوسف

يوسف هو يبدو عليه الحزن : أهلا حبيبتي رحمه : حبيبي .. تعال لتناول الإفطار . كنت أنتظرك ولم أفطر حتى الآن

يوسف : لا لا أشتهي ثم دخل الغرفه … ودخلت رحمه وراءه رحمه : . لماذا أراك حزيناً ؟!ليست هي عادتك يا حبيبي .

يوسف : سلامتك يا حبيبتي .. ليس هناك شيء رحمة : حبيبي .. هذا الكلام تقوله للشخص الذي لا يعرفك .. ولكنني وأعرف ما بك يوسف ( وبعد تنهيده طويله ) : .أمي .. أمي يا رحمه ..

رحمه : خالتي؟ .. خير إن شاء الله ما بها ؟

يوسف :اكثر من مره وهي تقول لي . ( ثم توقف سامي عن الكلام خوفا على مشاعرها )

رحمه : ماذا أكمل؟

يوسف وهو يتابع ما تحدث به : التي تقول لي فيها .. ( ويقول بغصه ) أريد أن أرى عيالك

رحمه وبدأ بعض الحزن في ملامحها لكنها سرعان ماخبأته ) : حبيبي .. هي أمك ومن الطبيعي أن تقول لك هذا الكلام

لأنها تريد أن تفرح بك وترى أطفالك يلعبون أمامها .. ولا أعتقد أن خالتي قالت شيئاً غريباً وهذا الشيء من الطبيعي أن تقوله كل أم لولدها .

يوسف : يكفي يكفي

رحمه :لا أريد أن أراك متضايقاً وحزيناً هكذا إذا كنت تريد أن نذهب لأداء التحاليل والفحوصات فأنا مستعده ليس لدي مانع

ذهب يوسف وقبل جبين زوجته ثم قال لها : هل تعلمين يا حبيبتي أن حياتي بدونك لا تساوي شيئاً …

رحمه ( بابتسامة هادئة ) وأنا أيضاً ..

وبالفعل بعد أيام ذهب يوسف ورحمه لإراء الفحوصات والتحاليل اللازمه وبعد أيام قليلة ظهرت النتائج وذهبوا لاستقبالها ..

وفي المستشفى ظهر يوسف وتبدو عليه علامات التوتر والخوف وكان خوف زوجته أكبر لكنها كانت تخفيه بابتسامة كاذبة في وجها

وعندما ظهرت النتائج ظهرت الصاعقة التي لم يتحملها كل منهم …

رحمه عقيم عقيم ..عقيم .. ولاتستطيع الإنجاب أبداً ومن الصعب علاجها .. أخفت رحمه فمها بيدها من الدهشه وامتلأت عيناها بالدموع وهي تنظر إلى يوسف الذي امتلأت عيناه بالدموع كذلك ولكنه ضم رحمه بقوة وهي تبكي

وعندما وصلوا المنزل وفتحوا الباب تفاجأوا بمفاجأه أخرى كانت تنتظرهم هناك إنها أم يوسف جالسه في الصاله تنتظر … اندهشوا لتواجدها …

فقالت أم يوسف باحتقار : صباح الخير .. كان ظني صائباً أليس كذلك ؟!؟


ذهبت رحمه تركض وهي تبكي بشده إلى غرفتها… وما كاد أن يذهب يوسف إلى زوجته .. حتى نادته والدته بصوت حاد : يوسف كان ظني صائباً أليس كذلك ؟!

يوسف ( وهو يتلعثم ) : أمي ..

الأم ( قاطعته بغضب شديد ) : كان ظني صائباً !؟ العيب فيها طبعا ؟

يوسف : أمي .. هذا قضاء الله وقدره ..

الام ( وهي مندهشه وتلومه بغضب ) : هذا جزاء الولد الذي لا يطيع أمه هذه هي التي أحببتها وكنت مجنوناً بها أنظر الآن ماذا أتى من ورائها وقفت بوجهنا كلنا من أجلها هذه هي التي أخذتها رغماً عني وألم أقل لك ألم أخبرك بأنه لا فائدة تاتي من ورائها !

الغرفه كانت رحمة واقفه ومسنده رأسها على الجدار ودموعها الحاره تنسكب على خديها بدون توقف وهي تسمع كل الكلام الذي دار بين يوسف ووالدته ..

و قال لها : يا أمي هذا قضاء الله وقدره وكل شى نصيب

الام ( وهي غاضبه ) : ونعم بالله .. ولكنك تستحق ما يحدث لك هذا هو جزاؤك عصيت أمك وتزوجت منها لاولم تتزوج بنت خالتك أريج لكانت أحسن من هذه العقيمة التي لا تنجب ولا يأتي منها خير.

غضب يوسف من كلام والدته وقال : يكفي يكفي يا أمي .. هذي حياتنا ونحن أحرار لا أريد أطفالاً .. لا أريد أحداً .. أنا أحبها .. أحبها ولن أتخلى عنها ولن أتزوج غيرها .

الأم غاضبة : اسمع يا يوسف في أول الأمر عصيت أمرنا ومشيت على هواك وتزوجتها ووافقناك على ما أردت وانظر الآن إلى أن أخذك عنادك أخذك إلى امرأة عاقر لا تنجب والآن جاء دوري لأتكلم ولن أسكت أبداً

يوسف : هذه حياتنا ونحن أحرار ولا احد يمكن ان يتدخل بيننا ..

الأم : اصمت لا تقل كلمة واحدة بهذا الشأن هل يوجد رجل في هذه الدنيا لا يريد أطفالاً يكبرون أمام عينيه ويحملون اسمه واسم عائلته وماذا يقولون عن الناس انها فضيحه لنا

يوسف وبصوت غاضب في وجه أمه : أحبها ولا اريد أبناءاً ابداً .

يوسف (وهو يخفض صوته) : أمي أرجوك اخفضي صوتك واسكتي رحمه حزينة جداً بسبب هذا الموضوع ولا أريد أن أزيدها هماً على همها.

الأم وهي مندهشة وغاضبة :لا يهمني أنا إن كانت تسمع أم لا فتسمع كل شي العيب منها هي وليس منك أنت حتى تخاف عليها اسمع يا بني .. أفانت شاباً صغيراً فلا تقل لي أنك سوف تضيع حياتك مع امرأة لا فائدة ترجى من ورائها !!

رحمة وهي تبكي مستمعة إلى الحديث الذي يدور بين زوجها وبين أمه ..

يواصل يوسف حديثه مع أمه فيقول لها : سوف أقضي عمري كله مع زوجتي ولست مهتماً بموضوع الأطفال ولايهمني احد مها كان

الأم ( ترد باستهزاء ) : يا عيني على الحب اترك عنك هذا الكلام الفارغ واترك عنك قصص الأفلام اليوم سوف أذهب إلى الخطابه أم جمعة وسأجعلها تبحث لك عن زوجة أحسن منها تنجب لك الأبناء الذين يحملون اسمك واسمنا ..

يرد يوسف وهو مندهش ومصر على قراره : اسمعي يا أمي لو انطبقت السماء على الأرض فلن أترك زوجتي مهما كان ولن أتخلى عنها حتى لو أحضرت لي أجمل وأغنى نساء الأرض .

الام : اسكت ولا تنطق بكلمة من الغد سوف أبحث لك عن زوجة جديدة أفضل من هذه المرأة عديمة الفائدة هذه عقيـــــم .. عقيــــــــم افهم عقيم ولا تنجب الأطفال.

مازالت رحمه تستمع للحوار وتبكي بحرارة وحرقة ونهمر دموعها الساخنة على وجنتيها وكلمات خالتها تتردد : عقيم.. عقيم .. عقيم ولا تنجب الأبناء ..

قال يوسف لأمه وقد جن جنونه وغضب غضباً شديداً : لن أتزوج أبداً وافعلي كل ما تريدين فعله هي زوجتي وحبيبتي وكل دنيتي

الام ترد بغضب : أف عليك وعلى زوجتك سوف تتزوج غصباً عنك وعنها انا امك وادرى بمصلحتك وأريد أن أرى عيالك قبل أن أموت هل تسمع ؟

إذا لم تسمع كلامي وتأخذ بقراري فمن اليوم فصاعداً لست بولدي ولست بأمك وسأبقى غاضبة عليك إلى يوم الدين .

يوسف : هي حبيبتي وزوجتي وستبقي حبيبتي وزوجتي طول العمر

دهشت الام وجن جنونها وحدقت بولدها بنظره غضب وكأنه يتطاير منها عيناها الشراروقالت : روووح ولا انتا .. وما كادت الأم تكمل حديثها

حتى فتح باب الغرفه وظهرت رحمه راكضه ودموعها تنسكب كالشلال ساخنه وعيناها اللتان احمرتا من كثرة الدموع وصرخت على خالتها يكفي يا خالتي لاتكملي ثم أتت راكضه إلى زوجها متوسله إليه وانزلت رأسها وهي تقبل يده ودموعها تبلل يده وهي تقول ببكاء شديد وهي تصرخ متوسله تحت قدميه

حبيبي .. أقبل يديك وقدميك أرجوك وافق وتزوج ولا تغضب امك عليك يايوسف أخذت دموع ساخنة تنهمر بحرارة على خدي يوسف ونزل الي زوجته وهي تحته وأمسك يديها وهو يقبلها بشده

قائلا : لا يمكنني العيش بدونك أنتي لي الدنيا بأكملها لا يمكن أن أتزوج من امرأة أخرى غيرك سوف نبقى معاً للأبد سوف نبقى للأبد

كانت الام تنظر مندهشه حتى امسكت رحمه قدم زوجها وهي تبكي بشده وتصرخ متوسله وتقول :ارجوك أرجوك وافق وافق انا موافقه انك تتزوج .. انا موافقه .. وافق ارجوك .. ولا تجعل أمك تغضب عليك ابدا

بقى يوسف صامتاً صامداً وهو يبكي ويقول : لا يمكن أن أعيش مع أخرى لا اريد انجب اطفال ولااريد انا يحمل حد اسمي أنا أريدك أنتي..

وأخذت رحمه تبكي وتنتحب وتقول : إذا كنت تحبني وتريد لي الراحة وافق على الزواج أرجوك وافق وهي تقبل يده حتى انكسر هنا

قراريوسف فلقد حلفته بحبها وبها .

فنظر إلى والدته وعيناه تملأها الدموع بغضب ثم رأى رحمه التي تبكي وتتوسل أخفض رأسه ليدل على الموافقه

عندما رأت الام ذلك الموقف مسحت تلك الدمعه التي نزلت على خدها وابتسمت بانتصار لموافقة ولدها على طلبها وذهبت وبالفعل بعد عدة ايام وجدت العروس المناسبه وخططت هي مع اهل العروس على كل شيء حتى حددوا موعداً للزواج ليكون خلال الاسبوع القادم وهو يوم الخميس .

وقبل العرس بأسبوع عندما اتى يوسف إلى منزله ودخل وبدل ملابسه وعلى ملامحه الحزن الشديد والحيره وجد هناك على تسريحه الغرفه ورقه مربعةعندما اقترب منها تبين له أن هذا هو خط رحمه بدهشه وأخذ يقرأها :

حبيبي وزوجي .. لقد أخذت كل أغراضي لأترك لك المكان ورتبت كل المنزل لزوجتك الجديده اعذرني يا حبيبي لكنني لااستطيع الآن ان اعيش مع الانسان الذي احببته من اعماق قلبي والآن أراه مع شخص آخرلكن تأكد حبيبي أنني في منتهى السعاده واتمني لك حياه جديده جميله

وان شاء الله ترزق بالذريه الصالحه لتفرح قلب خالتي آسف لعدم وضوح الخط ابعثر كلماتي في هذه الورقه ودموعي تنزل متشتته عليها انت والله اوفى مخلوق على وجه الأرض حياتي ستنتهي بدونك لأنك بالأصل حياتي حبيبي هذا قدر الحكم وظروف الزمن لا احد يستطيع الاعتراض .

عش حياتك حبيبي ومن اجلك فقط سوف احضر عرسك ليكون هذا آخر لقاء بيننا بعدها سأرحل وألف مبـروك حبيبي اتمنى ان تقرأ رسالتي مرتين هذه المره الأولى والثانيه بعد الليلة الثانيه في ليلة عرسك (زوجتك)


كان يوسف يقرأ الرساله والكلمات التي كتبتها له رحمه والدموع في عينه لقد كان يرى تلك الورقه التي تلطخت بدموع شديده من عيون زوجته وهنا عاد إلى واقعه ليصرخ صراخ مكتوم في قلبه ودموعه التي اصبحت نهرا ومر الأسبوع ببطئ وبحزن شديد ودموع لا تفارق يوسف .

اتت تلك الليله الموعوده ليلة العرس ليلة زفاف سامي ليجلس بكرسي بجنب امرأه اخرى غريبه وعندما بدأ العرس ودخلت العروس وبدا يعلو صوت الزغاريد وكانت الأم غاية في السعادة وأغلب النساء يشاركونها هذا الفرح

عندما دخل يوسف وهو يرتدي البشت ومن ورائه الرجال ارتفع صوت الأم وهي تهلل بولدها وصوت النساء الذين يشاركونها فرحتها وارتفع صوت الزفه والنساء :ألف الصلاة والسـلام عليك يا حبيب الله محمد وازداد صوت الزغاريد والتصفيق

يوسف يمشي ببطيء وعيناه تبحث عن شيء ..انه ينتظر احد الأشخاص كان يبحث عنها في عينيه حتى وصل إلى عروسه ليجلس بجنبها العروس تملأ وجهها ابتسامه ووالدة يوسف واقفه في قمة السعادة ويوسف يبحث عنها من بين الحاضرين هي اين هي لا وجود لها بالحفله … !!

شعرت ام يوسف بولدها وهيئته الحزينة في وسط والمدعوين وذهبت إليه لتهمس في اذنه : بني ..ابتسم .. الناس بدأت تشك في أمر زواجك..

كان يوسف غير مبال بشيء وكان شكله يثير الجدل لكل من الحاضرين وكانت عروسه بجنبه تنظر إليه وهو غير مبال بأي شي يبحث عنها عندما انفتح الباب ودخلت هل هو الشخص الذي يبحث عنه ..
انها هي ترتدي فستان أسود الذي يعبر عن حزنها ووجها الذي دائما اعتاد عليه كان شاحبا لكنه كان منيرا وعيناها التي زينتهما بكحل أسود .

إنها هي هذه هي حبيبته وقع نظره عليها في وسط المدعوين وهي تفتح الباب تبادلا تلك النظره في وسط هذا الضجيج وفي وسط هذه الناس وهما الان في عالم اخر نسي يوسف كل ماهو حوله الناس والمدعوين وعروسه وكل شيء وأصبحت عيناه كلها عليها هي فقط
وهي تقترب وتقترب وقلبه الذي طالما دفأته هي يدق اكثر دقاته سريعه يرى في عينها دموع حائره توشك على الانهمار…

توقفت الاغاني ليهدأ المدعوين وليقولون في السماعات : أغنيه من شخص عزيز على المعرس تهديها له في هذه الليله

يوسف انبهر عندما جلس الحاضرون يرون من هو ذلك الشخص العزيز وإذا بها تشق طريقها بين الحاضرين وتحاول ان تجمد دمعتها لثواني حتى تبتسم قليلا امامه وامامهم حتى اوشكت ان تبدي الأغنيه بموسيقى جميله معبره وحزينه وهي تمشي بذلك البطئ وكل عيون المدعوين تراها ..

الكل يتسائل من هذه و من هي من تكون وما وجه القرابه بينها وبين العريس لكي تهدي له أغنيه في حفل زفافة لماذا تمشي بذلك البطء لماذا عيناها تملأ بدموع كل هذه التساؤلات كانوا يتهامسون بها النساء والمدعوين حتى بدأت تلك الأغنيه ليقول مطلعها ورحمه تبطيء خطواتها..

حرمتيـــــنا .. يا دنيانا من الغالي حرمتينا … بقت كلمه بخواطرنا بعدنا لا ما قلناها وعلى غفله من الفرحه .. يا فرقانا سرقتينا .. حكايتنا مع الغالي بعدنا ما كتبناها … لنا غنوة فرح عيت حروفك لاتخليها .. نغنيها وهو ياما بصوته قال وغناها!!؟ .. رسمنا الحلم بعيونه وبالغنا بأمانينا .. اثارينا نعيش اوهام بنتعب ما وصلناها ..


وهنا كانت رحمه تمشي خطوات راقصة حزينة ببطء وعيناها تسيح من الدموع كأنها نهر جاري وهو يشاهد ذلك المنظر الحزين وتدمع عيناه والناس على دهشه من امرهم يوسف ينظر إليها وهي ترقص وتبكي انها تكاد تسقط حزينه باكيه ليحدق بها ليطلب منها ان تجلس لأنه احس انها متعبه

وفجأة وسط كل الحاضرين جاءت تقترب من العريس حتى اقتربت منه … تناظره بعينيها التي أصبحت من الدموع حمراء وتنسكب الدموع على وجهها ومن بقايا كحل امتزج بدموعها فأصبح شلالاً اسود اللون على خدها ولما اقتربت اتته تقول له وهي تبكي : مبــــروك لم يستطع يوسف منع نفسه من البكاء فنزلت دموعه الحاره على وجنتيه فأتت هي ومسحت دموعه بيدها.

قائلة له : لا .. لاتبكي يا حبيبي .. لاتشيل همي ..انا بروح ..

يوسف باكيا : لا يا حنان لا لا تقولين هذا الكلام ..

رحمه : حبيبي لاتحزن علي .. وفقك الله .. سوف أذهب ..

قال حائرا : تذهبين إلى أين ؟

ثم قالت : الوداع وقبلته ثم نزلت إلى وسط الصاله وهي تنظر إليه وتبكي وتتمتم وتقول : آه يا زمن آه .. ما بكيت وانا طفله صغيره لكن في هذا العمر أبكي وهنا نظرت إليه بحرقة قلب صرخت بكلمة آه ثــم .. ثـم سقطت فالتم الناس عليها

يوسف وقف جامداً صامتاً لا يتحرك .. توقف كل شيء فيه دقات قلبه عروقه كل شيء تجمد فيه وحبيبة قلبه ملقاة على الأرض … ليــــــــــصرخ مناديا متوســــــــــــلا : وهو يصرخ بشده والجميع ينظرون وأخذ يبكي على جثتها ويحتضنها ويصرخ .. ومن ثم يقوم ويغطيها بالبشت حبيبتي حبيبتي وضمها بقوه من جديد إلى صدره..

اتصل أحد المدعوين بالاسعاف أتت سيارة الإسعاف .. وأخذوها وهو يبكي عليها عيناه لاترى شيئاً سواها وسوى الدموع الحــلم الجميل والبيت الصغير كل شيء ولى و راح كل شيء تكسر . كل شيء تغير .. ذهبت التي كانت تمسك بيده عندما يسقط ذهبت التي كانت تسمعه وتحاكيه ماتت صاحبة القلب الكبير ..

من المـــرار والحرقة أخذ يوسف يصرخ بقوة ويضرب رأسه بقوه لتأتيه أمه باكيه وتضمه وهو يقول باكياً من الألم : آه يا أمي . رحلت زوجتي . لقد ماتت يا أمي .. رااااااااحت … وأخذت الام تبكي وتضم ولدها : الله يرحمها يا ابني ..

وفي خضم هذه الساعة الرهيبة أحست الأم بابنها لا يتحرك في صدرها فنادت من فزعة : بني ؟؟

وجدته ساكنا لا يتحرك وهي تضمه .بني لقد فقد الوعي ونقل إلى المستشفى وبعد يومان خرج من المستشفى عندما رجع إلى المنزل ومعه امه دخل وهو يبكي ووالدته ممسكه به .

فقال : البيت من دونها لا يساوي شيئاً ..

الام وهي تبكي : اطلب لها الرحمه يا إبني ..

دخل يوسف غرفته تذكر الرســالة لقد قالت له انها تاركه له رساله ولـما ذهب وعثر عليها قرأها :

حبيبي ..اتمنى لك من اعماق قلبي التوفيق .. واتمنى ان تبقى ذكراي في قلبك إلى الأبد ..انني احبك ومازلت احبك .. لكنني رحلت .. كل ماا طلبه هو ان تتذكرني لا اريد أن اعيش دنيتي الآن لأنك حياتي كلها وحياتي قد انتهت وداعا لا لقاء بعده سوف ارحل .. (زوجتك )

أخذ يبكي بشده ويضرب على صدره ويقول : أنا السبب .. أنا السبب .. لقد ضيعتها وضيعت نفسي أتت أمه وضمته بشده إليها وهي تبكي : شد حيلك يا إبني .. الله يرحمها برحمته إن شاء الله

قال يوسف : باكيا : لقد ذهبت يا أمي لن تعود أبداً راحت .. رااااااحت خلاص .. ما عاد لي حياة أعيشها دونها أخذت الأم تتحسر على ولدها وتبكي : لا يا ابني اصبر وما صبرك إلا بالله . يكفي يابني .. لقد مزقت قلبي يا حبيبي ..

بالأمس كانوا جنبنا حاسين بنار جرحنا ويصبرون قلبنا على الحياه لو تهنا او ضعنا عيون ترجعنا .. وقلوب تسمعنا .. لو قلنا آه وفضيت علينا الدار والوحده مثل النار راحوا . راحوا اللي كنا نرمي بأحضانهم وجعنا حلم السنين تاه .. وبقلبي مئه آه ..من يومها طعم الحياه مثل المرار ولا اي صرخه الم .ولا ندم ولا شي بأيدينا .هذا نصيبنا وقدرنا يارب صبرنا على اللي احنا فيه …

بعد ذلك ذهب إليها نعم ذهب إليها يزورها هناك ليرى قبرها وعندما ذهب وشاهده ارتجفت قدماه فلم يستطع فأتته الذكريات كالبرق في ذاكرته يوم زواجه ذكرياته مع رحمة وجه حبيبته وفي الأخير ماتت ..

حتى سقط على قبرها باكيا مناديا : حبيبتي سامحيني يا رحمه واليوم ماتفيد الدموع .. ولا الندم ولا الرجوع بانت نهايتنا خلاص

ولا الرجوع بانت نهايتنا خلاص … خلاص

..

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا